ذكاء كليوبترا..

 كليوباترا مكنتش مصرية بالدماء ولكن من نسل البطالمة إللي كانت العادة فيهم كملوك قدماء المصريين وهو إنه الاخ بيتزوج أخته عشان يضمنوا نقاء النسل الملكي وكمان إنه الحكم لا يخرج من العائلة، فكان أبوها بطليموس متزوج من اخته وخلفوها، ولكن دا لا يقلل من مصريتها في شيء. 

هي بردو بعد وفاة ابوها بطليموس ملك مصر، سابها وهي بعمر ال18 سنة مع اخوها 10 سنين وإللي تزوجوا وحكموا سوا وكانت الاوضاع متدهورة وإنت عارف القصة بتاع هروبها لسوريا وتكوين جيش ورجعت طردت اخوها من مصر ومات في النيل وتزوجت اخوها التاني بردو وقتلت اختها وبعدها مجيئ بومباي عدو يوليوس قيصر لمصر وقتله، فاصبح يوليوس قيصر ملك روما وحبها وهي ملكة مصر إلى اخر القصة دي.

ذكائها الحقيقي بقى بيكمن في فهمها الأمور حواليها وعشان كده ازدهرت مصر جداً وتحسنت أوضاعها في عصرها.. كليوبترا في الوقت إللي كانت فيه في مصر بتتجاهل المواكب الفخمة ومظاهر الترف وبتحرص على حضور مجالس العلم ومخالطة المثقفين، بعد اغتيال يوليوس قيصر زوجها وأبو ابنها قيصرون أخر ملوك مصر الحقيقيين، طلب مارك أنتوني إنها تيجي روما عشان تثبت إنها ما زالت موالية للامبراطورية الرومانية وقتل يوليوس زوجها لم يؤثر على علاقة الإمبراطورية المصرية بالامبراطورية المصرية وأنها مش هتنتقم.

كليوبترا كانت بتعلن نفسها أمام الجميع إنها إله كعادة ملوك مصر.. كان بيقال عليها ايزيس الجديدة او اخت ايزيس، فلما طلبوا منها تروح وقرروا يتقابلوا في صقلية، قررت توريهم يعني إيه ملكة إمبراطورية مصر ونسل الإلهة ايزيس تيجي بلدهم تزورهم، وراحت بموكب حلفت بيه روما من أولها لآخرها وكان السبب إنه مارك امتوني ملك روما التاني هو كمان يقع في حبها.

الرومان كانوا بيعشقوا مظاهر الترف والغنى وبيقيموا بالمظاهر فعلا، وهي ادتهم منظر يحلفوا بيه طول العمر..

مكان المقابلة كان فوقنا في الشمال في صقلية في البحر المتوسط، فكان الابحار من الإسكندرية في الشمال..

كليوباترا ذهبت في اسطول من السفن محمل بالهدايا وكافة أنواع الخيرات والكنوز إللي ممكن تخطر في بالك.. في وسط الاسطول دا، كان سفينة عظيمة جداً مطلية بالكامل بالذهب الخام، واشرعة السفينة ضخمة ارجوانية ودا كان لون الملوك وقتها وصعب جداً جداً جداً إنك تحصل عالصبغة دي، ومكنتش موجودة غير في مصر ولبنان.. والمجاديف بتاع السفينة مصنوعة من الفضة، فحرفيا ظاهرة وسط البحر كأنها ماسة عايمة عالوش.

لما راحت ونزلت في صقلية، نزل معاها موكب ضخم بشكل غير طبيعي، محمولة فيه هي وابنها قيصرون الصغير ملك مصر، بيرتدوا ملابس بالكامل من الذهب على شكل الإله افروديت إله الجمال عند الرومان.. إللي هو اشارة لعظمتها إنها جاية بصفتها الالة بتاعكم انتو كمان، ومش أي اله، لا دا اله الجمال والخصوبة وكل ماهو جميل.

كل الخدم إللي كانوا جايين معاها من مصر، كانوا لابسين ملابس افخم من اللي لابسها الشعب بتاع إيطاليا نفسه وحتى السياسيين الكبار إللي كانوا موجودين، وحواليها في كل مكان ماسكين محفات من الريش الملون الذهبي واجمل أنواع البخور والعطور بتفوح منها.

المشهد دا ساب اثر في مخهم لدرجة الرومان يسجلوه بنفسهم، و الإمبراطور بتاعهم يقع في حبها.

للدرجة دي كانت كليوباترا ذكية بالرغم من إنها مكنتش جميلة بمعايرهم حتى.. لكن دماغها وشخصيتها وتفكيرها كانوا الأجمل على الإطلاق.. حتى في طريقة موتها كانت ذكية ودرامية بشكل خلى التاريخ كله يسجلها ويتكلم عنها.

تم تصوير مشهد وصولها الشهير في فيلم كليوباترا الشهير في السيتنات بطولة اليزابيث تايلور.. الفيلم خسر مش عشان محدش شافه، ولكن عشان يقدروا يعيدوا تمثيل ترف روما ومصر في الوقت دا، فضلت ميزانية الفيلم تكبر تكبر لغاية ماتجاوزت ال30 مليون دولار ودا كان اضخم ميزانية لفيلم تحصل في التاريخ وقتها  وشركة 21 فوكس ساعتها اعلنت إفلاسها!

الصور نجحت تبينلك هيبة وعظمة